موقع الشيخ/ عبيّد بن عبدالرحمن البيضاني

جديد المكتبة المقروءة
جديد المكتبة الصوتية
جديد دروس التفسير
جديد الأخبار


جديد المكتبة المقروءة

جديد الأخبار

جديد المكتبة الصوتية

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

تفسير سورة الناس
27-06-1431 03:10

تفسير سورة الناس


(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

الكلام على البسملة سبق في سورة الفاتحة.

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (1)

قُلْ: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره، قل يا محمد أو يا من يصلح له الخطاب، فأمره الله بالاستعاذة.
قُلْ أعوذ: أستجير وأعتصم وألجأ.
بِرَبِّ النَّاسِ: الرب الخالق المالك المدبر فهو يملك دفع شرهم لأن له الخلق والملك والتدبير وخص الناسَ لشرفهم وإلا فهو رب كل شيء ولشرف الناس خصَّهم بالذكر ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) (الاسراء: من الآية70) والناس اسم جنس لا مفرد له من نوعه. والناس عموماً مسلمهم وكافرهم.

(مَلِكِ النَّاسِ) (2)
بعد الربوبية قال ملك الناس فالملك هنا وصف للربوبية والملك الذي أمر الناس بيده فهو ملكهم الذي له السلطة الكاملة وله الملك التام، والسلطان القاهر، فهو مدبر الناس وخالقهم ومالكهم.

(إِلَهِ النَّاسِ) (3)
إِلَهِ النَّاسِ: عطف على ما قبله فهو عطف بيان، فربوبيته وملكه انظم إليها ألوهيته فانظم إليها العبودية والألوهية الخالصة فليست ربوبيته كغيره، كما يقال: رب الدار، ورب الدابة، وملك القطر الفلاني، ونحوه بل رب وملك وإله حق معبود فاسم إله لا يشاركه فيه أحد بيان كمال ربوبيته وملكه. فهنا إله الناس الذي يألهه الناس أي يعبدونه فكيف والناس بعضهم لا يعبده، فنقول: بل الناس يعبدونه لأن العبادة نوعين:
1- عبادة إذعان وانقياد وهذا للمؤمنين.
2- وعبادة قهرية كعبادة الكافر فعبادته لله قهرية فإذا مرض مثلاً لا يدفع المرض عنه فهذه عبادة قهرية إذا الناس كلهم يألهونه أي يعبدونه سواء المسلم أو الكافر فإما عبادة ذل وانقياد وخضوع أو عبادة قهرية.

(مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) (4)
الوَسْوَاسِ: مصدر يراد به اسم الفاعل الموسوس، والوسوسة: الصوت الخفي الذي لا يحس به فيحترز منه. فهذان وصفان لموصوف واحد وهو الشيطان فهو الوسواس الخناس ولم يذكر الشيطان اكتفاءً بوصفه. وهذان علمان بالغلبة على الشيطان أي غلب عليه هذا الوصف فلو قلت الوسواس لعرف المخاطب أن المراد الشيطان، والوسواس: الذي يوسوس يلقي في القلب الخواطر والأشياء التي لا تخطر على البال. لكن بعد أن يوسوسها يخنس يعني يذهب ثم يرجع لأن الخنوس الذهاب خفية ثم يعود ولهذا لما لقي النبيُ صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه وهو جنب انخنس يعني ذهب أبو هريرة رضي الله عنه فاغتسل ورجع. فالشيطان يخنس ثم يعود وهكذا يجاهد الإنسانَ والإنسان يجاهده. فهو كثير الوسواس وكثير الخنوس والاخنفاء قال تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) (التكوير:15) وهي: النجوم سميت بذلك لاختفائها بعد ظهورها. وذهاب الشيطان لا نعلم كيفيته لأنه أمر غيبي فهو يخنس ويذهب خفيه لكن كيفية ذهابه؟ الله أعلم بها.

(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (5)
يحدث في النفس والصدر، والمراد بالصدر: القلب لكن ذكر الصدر لأنه محل القلب، والعرب تقول في الصدر وتزيد القلب لأن الصدر حوى القلب، والصدر أكبر من القلب فكأنه يوسوس بقلب الإنسان حتى حشاه بالوساوس فخرجت إلى الصدر فملأته. ولهذا ينبغي أن نحذر من وسوسة الشيطان فإنها قد تطغى حتى تملأ الصدر لتعجز القلب من كثرة الوساوس وهو خبير بمداخل النفس وخبير بالوقت المناسب وخبير بالمكان المناسب لأن هذه مهمته فلا يزال بالإنسان حتى يظفر ببغيته ولهذا يجب أن يتحصن الإنسان منه بالذكر والعمل الصالح.

(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (6)
هذا بيان لشيء سابق. فهل المعنى أنه يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس يعني أن الـمُوَسْوَس لهم هم الجن والناس فيكون الشيطان يوسوس في صدور الجنة والناس فيكون من الجنة والناس بياناً لقوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (الناس:5) ومنهم هؤلاء الموسوس في صدورهم الجنة والناس.
وفيه احتمال أخر: أن الذي يُوسْوِسُ هو من الجنة والناس. فيكون قوله: (من الجنة والناس) هذا بيان للموسوِس هو من الجنة والناس.
فعلى هذا نقول: من الجنة والناس إما بيان للموسوِس نفسِه هو من الجنة والناس أو الذي يُوَسْوَسُ لهم من الجنة والناس. فعلى هذا تكون جملة ( من الجنة والناس ) إما بياناً للمُوَسْوِسِ أو بياناً للمُوَسْوَسِ لهُم.
وأيهما أقرب؟ الأقرب: أنها بيان للمُوَسْوِس. لأن الذين يوسوسون إما لا يراهم الإنس كالجن أو يراهم الإنس فيكونوا من الإنس. ولا ريب أن في الإنس شيطان كما في الجن. لكن شيطان الجن أشد من شيطان الإنس. لأن شيطان الجن لا يتركك أما شيطان الإنس تغلق الباب عنه وينتهي شره أما الجن فيدخل معك في البيت بدون إذن ولا رؤية.
أعاذنا الله وإياكم من شياطين الإنس والجن.
وفي هذه السورة بيان حاجة الإنسان لارتباطه بربه لشدة كيد الشياطين ووساوسهم، وفي هذه السورة كما تلاحظون يستعاذ من شر داخلي وهو الوسواس الخناس. وأيضاً في سورة الناس ذكر الله (رب الناس- وملك الناس - وإله الناس) كل هذه الصفات والمستعاذ منه واحد وهذا لعظم شره وكيده لأن الشيطان أعظم شراً من الحاسد والفاسق والساحر ولهذا في سورة الفلق ذكر رب الفلق فقط فذكر الربوبية فقط وصف واحد من صفاته وهو الرب ويستعاذ من أربعة شر المخلوق والفاسق والسواحر والحاسد لأن شر هؤلاء أهون من شر الشيطان وإضلاله وإغوائه للمخلوق.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 9216


خدمات المحتوى


تقييم
1.01/10 (16 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم ومسلمة