موقع الشيخ/ عبيّد بن عبدالرحمن البيضاني

جديد المكتبة المقروءة
جديد المكتبة الصوتية
جديد دروس التفسير
جديد الأخبار


جديد المكتبة المقروءة

جديد الأخبار

جديد المكتبة الصوتية

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

تفسير سورة النصر
16-07-1431 05:31


تفسير سورة النصر

سورة النصر: مدنية بلا خلاف.
ورد عند ابن أبي شيبة والبزار وعبد بن حميد وغيرهم عن ابن عمر رضي الله عنهما: نزلت هذه السورة أوسط أيام التشريق بمنى وهو في حجة الوداع: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح) حتى ختمها فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها الوداع. وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح...) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعيت إلي نفسي) رواه الإمام أحمد وابن المنذر. وقيل: نزلت بعد خيبر. وقيل: في منصرفه من حنين. وقيل: في فتح مكة والله أعلم. وهذه السورة آخر سورة نزلت كاملة على النبي صلى الله عليه وسلم. وتسمى بسورة النصر، وتسمى بسورة الفتح. ولا تلتبس باسم سورة الفتح. وذُكر أنها تسمى بسورة التوديع لأن الله تعالى نعى فيها نبيه صلى الله عليه وسلم.

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1}

نصر الله: عونه ونصره على عدوه والغلبة عليه. وأيضاً جاء مع النصر الفتح، والمراد بالفتح: فتح مكة وعطف الفتح على النصر مع أنه داخل فيه فالفتح داخل في النصر لكن ذكره للتنويه بشأنه وعظم منة الله به فهو من باب عطف الخاص على العام.
و (أل) في الفتح للعهد الذهني يعني الفتح المعهود في أذهانكم وهو فتح مكة في رمضان من العام الثامن الهجري وهناك فتح آخر غير الفتح الأكبر وهو صلح الحديبية فهو فتح كما كان يسميه الصحابة رضي الله عنهم، والمراد بالفتح في هذه السورة: الفتح الأكبر فتح مكة بالاتفاق.
فإذا حصل النصر والفتح وتحقق هذا:

وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا {2}

أبصرت الناس ورأيتهم. كل الناس إذا رأيتهم يدخلون في دين الله أفواجاً يعني جماعات من سكان اليمن وغيرهم من القبائل الذين كانوا بأطراف الجزيرة من كل جهة لأنهم كانوا يتربصون ماذا يصنع الله في مكة فهم يعرفون أنه لن يتسلط على مكة إلا محق لأن أهل الباطل لما أتوا مكة أرسل الله عليهم طيراً أبابيل فمنع الله أصحاب الفيل من أن يتسلطوا على مكة. ولما تسلط النبي صلى الله عليه وسلم على مكة وفتحها علموا أنه على حق فدخلوا في دين الله أفواجاً جماعات وزرافات. ولهذا يسمى العام التاسع الذي بعد الفتح يسمى بعام الوفود لكثرتهم حتى انشغل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج بالوفود لكثرتهم ولحاجتهم فإذا حصل النصر والفتح ودخل الناس في الدين أفواجاً ما بقي بعد ذلك إلا شكر الله تعالى والثناء عليه فقال:

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا {3}

سبح الله: أي نزهه عن الشريك والمثيل وتلبس بحمده وهذا فيه فائدة عظيمة ينبغي التنبه لها وهي: أنه دائما يقرن التسبيح بالحمد. لأن التسبيح التنزيه، والحمد ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيماً. وهذا هو الكمال المطلق أن ينزه عن النقص مع وصفه بالكمال. وهذا فيه الرد على المشركين والمعطلين والمشبهين ونحوهم.
ربك: ذكر وصف الربوبية فقال ربك وجعلها خاصة. فهي ربوبية خاصة تقتضي العناية والحفظ والنصر والتأييد وهذا الذي حصل، فقد نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعل دينه باقياً إلى يوم القيامة فما أخص هذه الربوبية لأنه حفظ نبيه وهو يتيم وفقير ولا يعلم شيئاً فأعطاه من صنوف الخير ما لا يعلمه إلا الله كما في سورة الضحى.
واستغفره: والاستغفار هو الستر والتجاوز والاستغفار طلب المغفرة وإنما ذكر الاستغفار هنا لأن الاستغفار يكون ختام الأعمال، كما أمر المصلي بعد صلاته والحاج بعد حجه بالاستغفار. ولهذا صار مناسباً جداً أن يختم النبي صلى الله عليه وسلم عمره الشريف ودعوته المباركة بالاستغفار. ولذلك أخذ ابن عباس رضي الله عنهما وأقره عمر رضي الله عنه أخذ من هذه السورة أن الله نعاه إلى نفسه وإن كان هذا الاستنباط ليس صريحاً في الآية لكن السورة تشير إليه وهي إشارة صحيحة.

إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا{3}

وصف الله نفسه عز وجل بأنه تواب، وتواب: صيغة مبالغة، فالله كثير التوبة على الشخص والأشخاص. فكم يتوب على الشخص وكم يتوب على الأشخاص.
فتواب: صيغة مبالغة لكثرة توبته على عباده. ولكثرة التائبين أيضاً. وهذه السورة لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم امتثلها وعمل ما أمره الله به كما قالت عائشة رضي الله عنها كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي). تقول يتأول القرآن. ومعنى يتأول القرآن يعني يطبقه ويفعل ما أمر به فيسبح ويستغفر. فيشرع للإنسان أن يقوله في الركوع والسجود. مع أن الركوع محل للتعظيم وليس محلاً للدعاء لكن هذا الدعاء يقوله لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ويؤخذ من هذه السورة أن النعم تقابل بالشكر. و كذا مشروعية الاستغفار في نهاية الأعمال.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 11968


خدمات المحتوى


تقييم
1.01/10 (12 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم ومسلمة